#نعيم_الدنيا_يكمن_في_الرضا
يسألون ويبحثون عن نعيم الدنيا, ويريدون الوصول إليه , وينسون أن هذا الأمر لا يكون إلا بالتوجه السليم إلى
الله. لا يريدون طريق الله, لا يريدون التوجه إليه, ويريدون أن يحصدوا الرزق منه مدعين أنه ليس منه, ويكأنهم لا
يعيشون في أرضه ولا تحت سمائه, و لا يتنفسون هواءه .
#ماذا_يعني_التدين
يرفضون التدين لأنهم لا يعلمون ما هو المعنى الحقيقي له, فهم لم يذوقوا حلاوة ولذة الشعور في حضرة
القرب, حين تكون بين يدي رحمة ربك يقلبك بين أقداره وتتنعم بها في كل حدب وصوب , وتتنقل بينها , و
تستلذ بها بكل حب وشغف للمزيد, تكون في شقاء فتنعم بالسعادة, و تكون في عناء فتنعم بالراحة, فتعبد الله
بالشقاء كما تعبه في السعادة, و تعبده في العناء كما تعبده في الراحة, كلها أمواج ترتفع و تهبط وأن عليه
كفراشة تطير وترفرف بجناحيك حول أنوارها و تعطيها حقها ولا تحترق فيها, بل إياك أن تحترق, فعندها تكون قد
خسرت الدنيا و الآخرة معاً إن تجاوزت حدك في الأخذ أو العطاء, فلكل شئ حد, لا يجوز نجاوزه.
حينها ستفهم معنى التدين وتعلم أن التدين هو أن تنعم بكل نعم الله بما أقر الله من أسلوب للتنعيم بها, و أن
توفيها حقها كما أمر لتكون لك نعمة و لا تكون عليك نقمة.
#كيف_تحافظ_على_نعم_الله
ستتعلم أن عليك الحفاظ على كل ما أنعم الله به عليك بأن نوفيه حقه, و أن تشكره على نعمه , والشكر يكون
بأداء ما أمرنا به من أعمال ووظيفة في الدنيا خلقنا من أجلها, فقد خلقنا لنعبده, والعبادة تشمل كل أحداث
حياتنا, حتى في أكلنا و شربنا و تنفسنا و نومنا وصحونا وجميع أعمالنا وبالطبع جميع العبادات, فكل واحدة من
هؤلاء يجب أن نوفيها حقها, ففي كل خطوة من حياتك عليه بالتوكل على الله والأخذ بالأسباب, فإن فتحت باب
بيتك قلت بسم الله, و إن خرجت قلت دعاء الخروج من البيت و إن رجعت تقول دعاء الرجوع إلى البيت و إن
ذهبت للسوق تقول دعاء الدخول إلى السوق …الخ.
#أسباب_إختلال_ميزان_حياتنا
فلكل حادث من حوادث الحياة له حقه من ذكر أوجبه رب العالمين علينا لنتعامل ونعيش من خلاله, و عدم وفاء
العهد مع الله بتنفيذ أوامره هو سبب أننا نجهل و يُجهل علينا في الكثير من أحداث حياتنا, هو السبب في
اختلال ميزان الحياة لدينا, هو السبب في المنكر الذي ينتشر اليوم في كل مكان, فلو كان الجميع يوفي حق
الله في كل سكناتهم وحركاتهم, لـَ كنا ننعم اليوم في حياة تملؤها السعادة, حتى وإن تفاوتت طبقات
المجتمع, من غني وفقير, لأنه سيكون لدينا بالنهاية طبقة واحدة وهي طبقة الرضا و التي سوف يتنعم بها
الجميع.
قال تعالى “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم 92”آل عمران
تأملوا في كلامي فهذا وجه من أوجه فهمي لهذه الآية المباركة.
وهذه كلمتي لكل من يطلب نعيم الدنيا, فلن يحصد شئ ذو قيمة إلا إن طلبه بحقه كما أمر الله
فنعيم الدنيا يكمن بالرضا بما قسمه الله لك مع العمل على مرضاته.
فلا يرضيه أن تكون عالة على أحد, بل يريدك أن تكون سيداً في قومك بالحق وليس بالباطل.
يريدك أن تكون أعلم العلماء بالحق و ليس بالباطل, يريدك أن تكون أغنى الأغنياء بالحق وليس بالباطل, يريدك
أن تكون خير المجاهدين في الحق, وليس بالباطل.
قيل أن الرضا نسيم يأتي على القلب يطرد كل شائبة فيه, لذا فهو شعور قلبي بين العبد وربه, ليس من باب
القول أو الجوارح, بل هو إنطراح كلي للقلب بين يدي الرب, والسير في أقداره كما يشاء ويرضى حباً في
مرضاته.
القلب الملئ بالرضى هو القلب السليم الذي لم تنكف فيه أي نكفة سوداء, و إن حدث ذلك من قبل فعليه بأن
يجلي قلبه بالذكر و العطاء والعمل على مرضاة الله.
محبكم د.فادي الكيالي